
بِخُطًى بَطيئَةٍ تَحمِلُني أيَّامِي
لا عُكَّازَ في يَدِي
لا ضَوءَ يَفرُشُ طَرِيقِي
أُسنِدُ رأسِي للرِّيحِ
وبينَ الحِينِ والحِينِ
إلى شَجَرَةٍ
أسألُها تَستَظِلُّني
عَجَبًا _
كيف لأغْصَانِها تَحتَضِنُني
أنسَى بعضَ جِرَاحِي
أقولُ للزَّمَنِ _
يكفي هذا الشِجَارُ مع الأُفُقِ
تَكفي طلعَةُ شَمْسٍ تَقطَعُ خَيطًا
بينَ اللَّيلِ والفَجرِ
في رَأسِيَ كُتُبٌ
صَمتُها ضَجيجٌ
حِبرُها يُداعِبُ شَهيَّتي
يُحَرِّكُها
يَدفعُني الى الإمتِلاءِ
شَأنَ الكُتُبِ الصَّامتَةِ
شأنَ امرأةٍ/نافِذَةٍ
كُلَّما مِنهَا نَظَرتُ
رَمَتْنِي في حُضْنِ الطَّبيعةِ
عارِيًا
إنْ سألَتنِي أسئِلَةً
أجَبتُ بِوابِلِ الجَسَدِ
وإنْ في غُرفةٍ أنوارُها ناعِسَةٌ
إستَجَبتُ طَوعَ هُطُولِ المَطَرِ
غارقًا في هَدِيرِها كما العاصِفَةُ
أَرَى إلى الأيَّامِ تَأتِي وَتَمضِي
تَنفَتِحُ مُفاجأةٌ عن مُفاجآتٍ
أقُولُ للحَجَرِ _
أَأَنتَ ذَاكِرَةُ الماءِ ؟
أَم دُمُوعٌ تَحَجَّرَتْ ؟
كنتَ لي أكثرَ من مَرَّةٍ مَقعَدًا
كنتَ علامةً في مَتَاعِبِ الطَّريقِ
أركُنُ اليكَ كي لا يَغسِلَني التَّعَبُ
أو يُلَوِّحَنِي السَّفَرُ
أيُّها الحَجَرُ !
ما يَومًا رَوَيتَ لي قِصَّتَكَ
مع رفاقٍ آخرينَ جَلَسُوا
رَاحُوا واستَرَاحُوا
كنتُ أخَافُ أسأَلُكَ _
هل تَشعُرُ بالوَحدةِ مِثلِي
حِينَ يَغِيبُ القَمَرُ
وَحِينَ تَحُلُّ الظُلمةُ
ويأكُلُ اللَّيلُ حَرَكَاتِ المَارَّةِ
ولا صَوتَ يَشُقُّ العَتمَةَ
هل تَثُورُ وَتَغضَبُ ؟
_ أنا الحَجَرُ
لي فَضَائيَ
أرى الى الأشجَارِ تكسوها الأورَاقُ
الى الهَوَاءِ يُدَاعِبُ الأغصَانَ
الى سُلَحْفاةٍ تَجلِسُ تُؤانِسُني
حتى يطلَعَ يَومٌ آخَرُ
رَغبَتِي في أن أهمِسَ في أُذُنِ
مَنْ يُجالسُني _
قلبي مليءٌ بالحنانِ
ألقساوةُ عِلَّةُ الأمكانِ
ألغَسَقُ بعدَ حِينٍ بَابُ الأَنْوَارِ
وَالأُفُقُ
يا صَدِيقِي _
جَوَّابُ الأنظارِ
قال هَذَا
وَمَكثَ في مَكانِهِ حَجَرًا
في قلبِهِ قيثارَةُ الزَّمانِ
ميشال سعادة
ليل 30/10/2018
