
قلت: من منكم لاحظ أن خطي أصبح يميل إلى الرداءة؟ من منكم يستطيع قراءته؟
قالت: عن أي خط تتحدث وأنت ترقن كلماتك على لوحة مفاتيح الحاسوب… هل اختلطت عليك الامور إلى هذا الحد؟
قلت: هو خطي وإن رقنت على أحدث الأجهزة وأكثرها تطورا… ألم تلاحظي أنهم يتعرفون على كتاباتي ولو كانت مجهولة المصدر؟
قالت وهي تقهقه في سخرية قاتلة: لعل كتاباتك تروي الأراضي العطشى من رحيق الكلمات؟
قلت: لا. أبدا… لعل… بل لأنهم لا يحبذون الرداءة…
قالت: وعن أي رداءة تتحدث؟
قلت: عندما ينعرج الطريق عن النظر…
قالت: لم انا بالذات اذن؟ هل اخترتني لأني الاروع؟
قلت: هو الزمن يتلكأ عن مداه.. يتخاذل عن الوهن..
قالت بإلحاح: لم أنا؟
قلت: لست الاروع يا صبية… كل ما في الامر… وجدت فيك شبه حل للقضية…
قالت: دروبك واهية…
قلت: كسحابة تغدر بأحلام فلاح بسيط ارقه انتظار الغيث فتبرق وترعد دون أن تتكرم بقطرة مطر..
قالت: سيدركك الدهر يوما وتتسكع على أرصفة الطرقات الداكنة كقطة سوداء شرسة لا أنيس لها ولا رفيق…
قلت: كمن لا وطن له… تغترب الغربة بوجوده…
قالت: أراك تبحث عن فكرة لإعادة انتاج وجودك؟
قلت: لا وجود لمن لا وطن له…
قالت: وأين أنت من وطنك؟
قلت: لقد اغتالوا الوطن عندما توج بكذبة الحرية…
قالت: رأي متطرف سوداوي.
قلت: ألم أخبر الجميع أن خطي أصبح يميل إلى الرداءة… أكثر مما تسمح به المراسم؟