
حَطَبُ !
كيفَ للغَابَةِ تَقبَلُ أنْ تُقطَعَ أوصَالُهَا
بِفُؤُوسِهِم ؟
ثُمَّ كيفَ للحُلمِ يُصبِحُ حَطَبًا
مِن طَرفِهِ ألمَحُ امرَأةً من نَارْ
حَقِيقَةً مَمزُوجَةً بِالوَهمِ
وَعُشبًا نَامِيَ الإخضِرَارْ
يَشتَعِلُ في بِركَةِ العَينِ ؟!
وَأَرَى إلى المَوتِ يَتَقَدَّمُ
في يَدِهِ مَنجَلُ حَصَادٍ
في عَينَيهِ شَرَرُ حِقدٍ
وَغَضَبٌ زَرَعَهُ بَنُو البَشَرْ
لولاهُم ما غَامَتْ أجسَادٌ
وَلا عَمَّ خَرَابٌ
وَلا فَسَادَ استَشرَى وَانتَشَرْ ..
يا حَطَّابُ !
لَولايَ
ما استَفَاقَتْ قَصِيدَةٌ
وَلا ضَوَّأَ جَسَدٌ في سَرِيرٍ
وَلا اشتَعَلَتِ امرَأةٌ
في بُركانِ رَمَادْ ..
لولايَ
مَا نَضَجَتْ فَاكِهَةُ الحَنِينِ
ولا استَضَافَ السَّرِيرُ امرَأةً
حَرَّكَتْ قَوَافِلَ الأمطَارِ
بَلَّلَتْ أطرَافَ الحُلمِ
وَمَنْ كَفُّهُ جَمَادْ
وَأضرَمَتْ شَهوَةَ عَاشِقٍ
مَلهُوفِ القَلبِ
لولايَ
ما هَلَّ مَطَرٌ
على سَوَاحِلِ القَصِيدَهْ
وَلا امتَطَتْ هَودَجًا مَصحُوبًا
بالمَاءِ بِالرَّعدْ
بِالرِّيحِ
بِالوَعدْ
لولايَ
ما سَكَنَتِ امرَأةٌ بَيتَ القَصِيدْ
ولا كان لها أن تَكُونَ خَضرَاءْ
ولا ارتَدَتْ ثِيَابَ الأبجَدِيَّهْ
ولا كانَ لها أن تَكُونَ زَهرَةً نَادِرَةً
في حُقُولِ أحلَامِي
لولايَ
يا امرَأة
هَل تَعرِفِينْ ؟
ما كانَ لَكِ أن تَكتَشِفِي شَمِيمَ عُريِكِ
ولا أن تُصغِي إلى ضَجِيجِ جَسَدٍ
تَجَاوَزَ أطرَافَ الفِرَاشِ ..
لولانَا
هُل تَعرِفِينْ ؟
ما كانَتْ مائِدَةٌ
ولا كَأسٌ
ولا وَلِيمَهْ
ولا اتَّخَذَ الحُبُّ أَشكالَ الحُلُمِ
ولا استَدَارَتْ شَهوَةٌ في فضَاءٍ
تُلاعِبُهَا الرِّيحُ والنَّارْ
يا امرَأة !
في كُلِّ مَرَّةٍ أدعُوكِ إلى المَائِدَهْ
تُقُولِينَ _
[ ما أَغبَاكَ …
إلى سَرِيرٍ دافِئٍ
نُسِرُّ أسرَارَنَا … ]
ميشال سعادة
الثُّلثَاء 11/8/2020

من أعمال الفنانة التشكيلية القديرة الصديقة Mary Tahan