
أنَا لا شَيءَ ..!
أنَا مَحضُ قَلَمٍ مَرَّ
عَلى فِكرَة خَانَ بها الطَّيرَ النَّشِيدْ!!..
فَدُهِشَ مِمَا عَتَّقَهُ التّاريخُ
كَيفَ انْدَلَقَ المَعنَى مِنَ القِنِّينَةِ البِكْرِ
لِيَغْدو خَمْرَةً يَسْكُبهَا الطَّيرُ الغَرِيدْ..!!
بُقعَةٌ نُوريَّةٌ
تَنهَشُهَا الظُلمَةُ مِنْ كُلِّ صَعِيدْ..
جَاعَتِ الظُّلمَةُ للنُّورِ
ولا شَيءَ لَدَى اللَّيلِ
سِوَى حُلُمٍ يومِضُ في الأُفقِ البَعِيدْ..
آهِ مَا أقساكَ حَقًّا أَيُّهَا الوَّجَعُ العَنِيدْ..
كُلَّمَا حَاوَلتُ تَطْبِيبكَ بالرُّوحِ
تَمَنَّعتَ وَلَمْلَمْتَ شَظَايَاكَ لِتَسْكُنَ فِي جُرْحٍ جَدِيدْ..
نَفَدَتْ أَورِدَتِي
مِن فُرطِ مَا صُغتُ حِبالَ وِصالٍ
وَتَهاوَى الوَصلُ فِي مُقتَبَلِ الرِّحلَةِ
مَن يُسعِفَ هَذا الجَسَد المُنهَك مِن نَزفِ الوَرِيدْ..
ضَاقَتْ الخَمرَةُ بِالكَأسِ
مَلَّ الجَسَدُ الرُّوحَ
وَمَا مَلّتْ مِنَ الأَردَانِ عَيْنِي
يَا لوَحشِيَّة هَذَا الفَأس
إذْ فرَّقَ مَاضِي النَّخلِ وَ مُستَقبَلِ الطَّلعِ النَّضِيدْ..
هَذِهِ المَقبَرَة الكُبرَى تُرَاودُنِي عَن الطِّينِ
وَمَا أُغلقَتِ الأَبوَابُ
لكِن قَدّتِ القَلبَ بِمِخلَبِها الحَدِيدْ..
هَذِه البُقعَةُ مَا زالَتْ هُنا خَافِتَة الضَّوءِ
وَمَا زِلتُ أواسِيهَا بِمَاءِ العَينِ.. بِالعَقلِ الشَّرِيدْ..
أحسِرُ الأَثْوَابَ عَن صَدْرِ المَدَى
لِتَبرَأَ روحَ التَّيهِ فِي دَوَّامَةِ التَّأويلِ مِن طَعنِ شَّدِيدْ..
نَاوِلني ِسُقْرَاطُ هَذَا الخِنْجَر المَسمُومِ
يَرْوِيهِ مِن الجُرحِ الصَّدِيدْ..
لاتَلتَفِت..
لاَ حَضْرَةَ فِي العِشقِ السَّمَاوِي
فَلَا الطِّينُ طَرِيقٌ.. لاَ وَلَا العَقلُ مُرِيدْ..
لا تَنحَنِي علَى سِياجِ العُمْر
كَوكبًا يُشعِلُ المَدَى
والقَصَائِد نُورٌ يَنْهمِرُ
إنّ كلُّ مَا يَدّعِيهِ الظّنُّ حَقيقَةٌ..
هيَ رحلَةُ العُمرِ مَاضِيَة
وهَدِيلُ الفَجرِ يغيّبُ الغِيابَ لتَشتهيهِ الغُيوبُ
دَمعةً علَى أهْدابِ وسَادة رَعشةٍ
مالَتْ علَى جَسَدِ الأرضِ
وردَةٌ عذْراء
والمَدَى صَحراءٌ تُوغِل في لُهاثِ رمْل..
أيّها الحُلمُ المَوؤود في صَفحَةِ غَفوة
أيها المَولودِ في الغَدِ
كَأيّ حلُم قاَوِم
للبقاءِ علَى قَيد الواقِع..
ريما آل كلزلي
١-٤-٢٠٢٢
