
سَيِّدَتِي !
أَعرِفُ مَنْ أنتِ
وكُلَّمَا سَارَعتُ كَشفًا عن حَقَيقَةٍ
أَجهَلُ مَنْ أَنتِ
يا سيِّدَةَ القَصَائِدِ .. أَنتِ
أَكثَرُ مِن دِفْءٍ أنتِ
من جَمرٍ أبهَى
وَأَصدَقُ مِن عِطرٍ
… ونَحتَرقُ معًا
يا طِيبَ هذا الإحتِرَاقْ !
***
سَيِّدَتِي !
ما أَطيَبَ الجِرَاحْ
ما أَطيَبَ الأَفرَاحْ
عِندَمِا الجُرحُ وَردَةٌ
وَالظَّلامُ مِفتَاحُ الصَّبَاحْ
***
عَجَبًا –
كيفَ أَنِّي عَاشِقٌ صَحوَكِ
وَالشِّتَاءْ !
وَأَعجَبُ –
كيفَ زَهرُكِ لا يَعرِفُ أَلوَانَ الفَنَاءْ
وَكيفَ أَنَّكِ العِطرُ
يا شَمَاليَّةَ الإنتِمِاءْ !
***
صَدِّقِينِي —
كُلَّ آنٍ
كُلَّ أَوَانٍ
بَينَ وَجهَينَا حِوَارَاتٌ تَدُورُ ..
وَتَدُورُ
وَلا نِهِايَهْ …
أَتَأمَّلُ وَجهَكِ أُسَافِرُ
شِرَاعِيَ الهُدبُ
وَضِيَاءُ عَينَيكِ يَكتُبُ الحُبَّ
بِحِبرِ الوَردِ
وَدَمِ الأَقَاحْ !
***
صَدِّقِينِي –
يَحمِلُنِي خَيَالِي
إِلى حَيثُ تَكُونِينَ
يُبطِىءُ فِي الإيَابْ
كأَنَّ خَيَالي _
كَ [ أنَا ]
كُلُّ هَذَا الحَنِينِ
وَمَاءِ اللِّقَاءِ
قَبلَ الغِيَابِ وَبَعدَ الغِيَابْ
إِخِالُكِ _
كُلَّمَا غِبتِ عَن نَاظِرَيَّ
تَعُودِينَ عَلى أَشرِعَةِ البَالْ
أُعَانِقُ وَهمًا فِي وَهمِ الخَيَالْ
كأنَّ وَاقِعَنِا خَيَالٌ
وَالخَيَالَ وَاقِعُنَا الحَقِيقِيُّ !
***
يَا امرَأَة _
هَذَا أَنَا
خَذِي بِيَدِي
أَعطِينِي يَدَيكِ
ما عُدتُ أَعرِفُ كيفَ الوُصُولُ
إليكِ
وَأَعرِفُ
أنَّ حُبَّكِ كانَ
وَيَبقَى انفِجَارًا
وَلَيسَ لِلكَلَامِ _
إِنْ تَكَلَّمَ ، قُدرَةٌ على التَّعبِير !
***
وَأَعجَبُ
كيفَ تَكتُبِينَ تَارِيخَ أَموَاجٍ
كَشَفَتْ أَحوَالَنَا
فِي صَحوَةِ المِينَاءْ !
وَأعجَبُ
كيفَ تَرسُمِينَ جُموحَ سَفِينَةٍ
أَربَكَتْ شَهوَةَ المَاءْ !
يا امرَأَة !
ما أَنتِ دُونَ أَنا ؟
وَما نُجُومٌ
إِنْ لم تَكُونِي سَحَابًا ..
أرضًا وَسَمَاءْ ؟
***
كُونِي ما شِئتِ
ما شِئنَا
لكنْ –
مَا أمَرَّ
وَمَا أَوجَعَ الحَنِينْ
حِينَ أَكُونُ حَيثُ لا تَكُونِينْ
وما أطيَبَهُ حِينَ أَكُونُ
حَيثُ تَكُونِينْ
***
يا امرَأَة !
ما أَصعَبَ الكَلامَ
لَكِنِّي أَملِكُ نَارَ الكلَامْ
وَأعرِفُ أنَّكِ
أَنَّى سِرتِ
يَسِرْ خَلفَكِ الطِّيبُ وَالضَّوءُ
وَأَرسُمُ فَوقَ خُطاكِ
خُطَى حُبِّي
لِقَلبِي أَقُولُ –
[ قُلْ لدمعِكَ أَن يَتعَبَ
قُلْ لنَبضِكًَ أنْ يَهْدَأَ ]
وَأَعرِفُ أَنَّ عِطرَكِ
ما زَالَ فِي يَدِي
وَأنَّكِ أَقرَبُ مِنِّي إلَيَّ
وَأنَا أَعرَفُ بِكِ .. مِنكِ !
***
غَدًا–
إذَا اتَّسَعَ المَكانُ بَينَنَا
صَدِّقِينِي –
أَشَتَاقُ إليكِ أكثَرَ
أَقتَرِبُ مِنكِ أكثَرَ
أُحِبُّكِ أَكثَرَ
أَكثَرَ
أَكثَرْ !
***
قَبَسٌ مِنكِ أَنَا
هَلاَّ رَأَيتِ قَمَرًا يَنَامُ
في حُضنِ الشَّمسِ
وَلا يَنَامْ ؟!
***
تَخَيَّلِي عَاشِقًا
عَلَى فِرَاشِ الجَمرِ يَحتَرِقُ
وَلا يَحتَرِقُ
لكِنْ يَشتَعِلُ الكَلامْ
وَأَرَاكِ تَسبَحِينَ فِي فَضَاءَاتٍ زِئبَقِيِّةٍ
تَعصَى عَلَى شَهوَةِ أَصَابِعِي
كعِصيَانِ اليَقظَةِ على المَنَامْ !
دايمًا
ميشال سعادة
